بابلو بيكاسو
رائد الفن التشكيلي في القرن العشرين
بابلو بيكاسو فنان تشكيلى من طراز فريد بل من أشهر فنانى القرن بلا منازع وأعلاهم
منزلة وأعظمهم قدرة وأكثرهم تنوعا
وأبعدهم أثرافى الابداع والتجديد فهو رسام وفنان تشكيلى وخزاف مصمم ومزخرف .
كان متعدد المواهب متواصل النشاط متجدد الرؤية متقلب المزاج وفير الانتاج .
يقدر ما صنعت يداه من إبداعات فنيه بنحو عشرين ألف عمل منتشرة فى كل أرجاء العالم .
عاش بيكاسو حتى تجاوز التسعين وظل على آخر أيام حياته محتفظا بحيويته
وجاذبيته وذكائه وإبداعه بسيطا فى مظهره بسيطاً فى علاقاته، عازفاً عن الثرثرة، عاكفاً على العمل فى مرسمه، أو مستمتعا بدفء البيت وصحبة الأصدقاء، وكان أبوه رساما ومعلما للرسم فى إسبانيا
ويقال إن أول كلمة نطقها بيكاسو كانت ''قلم'' ..
فى عام 1900 سافر لأول مرة من بلده برشلونة إلى باريس،
فكان لها تأثير بالغ على أفكاره ورؤيته ومزاجه، وهو يخطو على أول طريقه الفنى
الطويل وأخذ يتردد مرارا على باريس فى الفترة بين عامى 1900 و1904 وهى الفترة التى توافقت
مع ما يسميها البعض ''المرحلة الزرقاء'' لأنه أكثر فيها من استخدام اللون الأزرق الشفاف
البارد فى لوحاته، واختار لموضوعاته أفقر الأحياء حيث يقيم ''المنبوذون'' المعدمون من حثالة المجتمع،
فاتشحت لوحاته بغلالة من الكآبة والحزن وإثارة الغيظ معا،
أراد الفنان ''الإنسان'' إبرازها وفى هذه الفترة الزمنية ايضا
انجز كثيرا من أعمال الحفر الفنية تحمل كل هذه السمات
وفى الفترة القصيرة بين عامى 1904 و1905 اتخذ فنه منحى جديدا أو مختلفا
فقد توارت من لوحاته الألوان الزرقاء متنوعة الدرجات، لتفسح مكاناللألوان القرمزية والرمادية والوردية
(ولذلك أطلق عليها هواة التقسيم المرحلة الوردية) ودخلت فى لوحاته شخوص جديدة
الراقص والبهلوان وخاصة مهرج السيرك.
التقى فى عام 1906 بالفنان الفرنسى '' ماتيس '' ومع أنه أبدى إعجابا
بلوحات فنانى الاتجاه '' الوحشى''إلا أنه لم يتبع طريقة أو أسلوب
أصحاب هذا الاتجاه فى التعبير والزخرفة اللونية.
فى الفترة بين عام 1906 و1907 اتجه بيكاسو نحو الفن الافريقى إذ تأثر بالتماثيل والأشكال الزنجية البدائية
بينما أثار انتباهه بدرجة أكبر فى تلك الفترة ما فاجأ به الفنان الكبير سيزان عالم الفن بلوحته الشهيرة ''فتيات أفينيون''
وفيها تشويه متعمد الصياغة فى الشكل، وتتناقض تماماً مع كل القواعد التقليدية فى مقاييس الجمال المعهودة آنذاك
، فى عام 1917 سافر بيكاسو مع صديقه الفنان الأديب ''جان كوكتو'' إلى روما لعمل تصميمات ملابس ومناظر ''باليه''
بعنوان ''استعراض'' وفى السنوات التالية وضع تصميمات لمسرحيات باليه أخرى وقد أوحت إليه زيارته لروما
أن يتخذ نهجا جديدافى أعماله الفنية بعد مشاهدته (وتأثره) لروائع التراث الفنى الكلاسيكى الإيطالى،
ظهر ذلك فى أعماله التى أبدعها فى أوائل العشرينيات لكنه تأثر أيضا باتجاه السيريالية
وان ظل محتفظا برؤيته الذاتيه التحليلية التى عصمته من الجنوح إلى اللاعقلانية،
ثم استهواه عالم الأساطير، فانعكست على لوحاته التالية مثل لوحة ''الحصان المحتضر'' ـ
ولوحة '' المينوطور'' ولوحة '' امرأة باكية''، فى هذه الفترة من أعوام الثلاثينيات
انجز أشهر أعماله (العشرين ألفا) على الإطلاق،
وهى ''جورنيكا''، لوحة جدارية ضخمة رسمها لتعرض فى الجناح الأسبانى بالمعرض الدولى فى باريس (1937)
وهى تعبير صارخ مفزع حزين مشمئز عن تدمير القنابل لعاصمة إقليم الباسك ''جورنيكا'' ـ
وهى موطنه الأصلى ـ أثناء الحرب الأهلية بين سنة 1936 ـ 1939،
والتى جاءت بفرانكو إلى الحكم المطلق، ثم أتبعها مماثلة فى التعبير
مثل لوحة ''البيت المقبرة'' وفيها إظهار لبشاعة الحرب وقسوتها
المهلكة المخربة
قال بيكاسو: ''إن اللوحات لا ترسم من أجل تزيين المساكن،
إنها أداة للحرب ضد الوحشية والظلمات ..
انتهى